بحث





الخميس، 22 سبتمبر 2011

صوت الضمير الحي




هي قصة لشاب أغوته الدنيا بشهواتها و زينتها و جردته من كل المبادئ و القيم
فكان شاباً مُتسلطاً و لا يحب الخير إلا لنفسه و مغرور و لطالما يسخط على من حوله بسبب أو بدون سبب
و لا يقبل أي نقد في كلامه أو نقاش و يرى نفسه أنه دائماً على حق و بدون عيوب .
و لكن لم يستمر الأمر على حاله و ذات يوم و هو غارق في عمله داخل محله
دخل إليه فتى فألقى عليه تحية الإسلام . فرد عليه بصوت عالٍ ماذا تريد !!
فكرر ذلك الفتى التحية مرة أخرى . فتعجب الشاب لأمره فقام برد عليه التحية
فبدأ الفتى في الكلام :هل تريد شراء جرائد
فرفع الشاب رأسه إليه و قال له أعطيني واحدة و بعد أن وقعت عينيه مباشرة في وجهه
ذهل لرؤيته لذلك الفتى كان أعمى و لا يُبصر
فأخذ منه الجريدة و أدخل يده إلى جيبه و اعطاه النقود و ثمن الجريدة
فأمسك الفتى النقود من عنده و مسح عليها بيده و بعد ذلك أدخلها في جيبه
و بعد ذلك سحب نقود أخرى و قام بنفس الطريقة و أعاد له المبلغ المُتبقي مما دفعه له
فذهل ذلك الشاب و قتله الفضول و كيف لفتى أعمى أن يعرف أن يعرف الأشياء من طريقة مسحها بيده
فسأله : بني كم من سنة و أنت تعمل في هذا المجال و أين تسكن !!
فرد الصبى : منذ أن فقدت بصري و أنا أعمل في هذا المجال و دله على المكان الذي يسكن به
زاد ذهول الشاب لما سمعه من هذا الصبي و قال له : المسافة بعيدة و كيف تذهب و تعود بمفردك وحدك
إبتسم و قال له :من أحب الله رأى كل شيء جميلاً و القلب إذا إمتلأ بنور الله فلا يدخله اليأس أبداً
و الحمد الله الذي عفاني مما إبتلى به غيري .
و بعد ذلك ذلك الفتى الإستئذان و الذهاب فطلب منه الشاب أن يزروه كلما مر من جانب محله
فوعده بذلك و غادر محله ليكمل عمله .
بقي ذلك الشاب يراقب الفتى كيف يمشي !! و يتبع إحساسه فقط و يمشي بخطوات ثابتة !!
بعد ذلك تحرك كل شيء بداخله و بدأ في البكاء و لم يستطع إيقافها و لا حتى رفع يده لمسحها
و بدأ يُكلم نفسه أنا هو الأعمى الذي كانت كل الألوان تتشابه أمامي و ضميري ميت
فنطق الضمير :لم أكن ميت بل أنت الذي كنت أعمى و لا تبصر من الواقع شيئاً و قتلتني بطريقة تفكيرك
حتى أحسست نفسي أني بداخل روح ميتة .
و حبك لنفسك و ذاتك و غرورك و الأذى التي تسببت فيه لغيرك !! الم يحن الوقت لتصحو من سُباتك !!
فلم يجد الشاب ما يجيب عنه سوى وعد قطعه عن نفسه أن يبدأ بتغيير ما بداخله خوفاً من الموت يوماً
من تأنيب الضمير و صوته الذي جعله يعود إلى رشده و طريق الصواب .
_______________________

باب النقاش مفتوح أمامكم في إطار الفكرة

Comment here

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More