بحث





الجمعة، 30 سبتمبر 2011

الموت






قال الله تعالى : كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185 
الموت هو تلك الرحلة التي لا عودة منهـآ ، وايضا هو الفراق الاخير ففي هذه الحيـاة كل النفوس ذائقة للموت ولا محالة للهروب منها ،
فالموت لا يمكن تجاهلها ولا تحديهـآ ، فالانسـآن اليوم نجده يتعلق بالحيـآة في جميـع الحالات ، ويعشهـآ مع حلـقة من التفكير بأن الموت
قادمة فيقف حائرا وعـآجزا في فعـل امور معينة ، وذلك ربمـآ لخوفه من الموت ، فحيـاة الانسان معلومة مقدرة لا يعلمهـآ الا الله عز وجل
فإذا انتهى اجل الانسان فلا يتقدم ولا يتأخر عنه للحظة ، فالموت ليس لها وقت ولكن لها علامات كثيرة بينهـآ القرآن الكريم وبصفة عامة
بينها الدين  الاسلامي ، فهذه الحياة فانية فنرى الجميع يعمل لدنياه ولا يفكر في آخرته ابدا ، إن زيف الدنيا زائف ، وكل نعمة بدون الجنة فانية
 وكل بلاء دون النار عافية فالموت هو تلك المصيبة المخيفة والظاهر الفجائية  التي تقشعر لهولها الابدان ، فهي تثير الرعب في قلوب النـآس
، إن هذه الحياة ماهي سوى اختبار ، قال الله تعالى :هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور )..
فالموت هو ايضا المصطلح الغامض والبغيض للنفس الانسانية ، فالموت حق على جميع الناس وجميع الكائنات والمخلوقات ، فمهمـآ فعلنا
ومهمـآ اردنا الهروب فلا يمكننا ان نغلق باب الموت فلا بد لنا من ولوج بوابة الرحلة التي لا عودة لها ..
فنحـن البـشر لدينـآ إسماوات وسيأتي اليوم الذي يمحى اسمنـآ بسرعة من كتـآب اسمـآء الأحيـآء وكأنه لـم لكن ، ويكـتب اسمنـآ
في سجـل الأموآت ، ويتوقـف محـرك الحسنـآت ومحـرك السيئـآت ، فيطوى السجـل .. وهذا هو الأجـل فلا كلام ولا لحظة .....
 سيدنا علي كرم الله وجهه: "الناس نيام إذا ماتوا استيقظوا" ، فهنـآ يتبيـن أن الانسـآن إذا لم يستفـد من عمره ويتزود بالعمل الصآلح ،
فتأتي لحـظة وحلـقة الحسرة والنـدم ، لكـن سيكون هنـآك قد فـآت الأوآن على بنـآء صفـحة جديدة ، من خلال كل هذا ، يتضح ان
الإنسـآن إذا لـم يعمـل في دنيـآه فآخرته ذهبت !! ، فلا رجوع في العمـر .. ولا مراجعة في العمـل الذي اختـتـم ..
لو تنـقص قيـمة الدنيـآ في قلوبنـآ لا زآد إقبـآلنـآ على الآخرة ، فعـدم التهيئة ليـوم الرحـيل الذي لا مفر منه هو الذي جعلنـآ
لا نسـتعد ولا نفـكر في الآخرة ! .. رغـم كل النـآس يعلمون أن الموت هو القدر الذي لا مفر منه .. غير أنـهم لا يبـآلون ويفكرون
في الدنيـآ وفي أمورهـآ التآفهة التي تستهوي الأنفـس وبالـتآلي ننحرف عن الطريـق المستقيـم الذي هو طريق الفلاح في الآخرة !
قال الله تعالى { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُم } .. فكلنـآ في طريـق الرحيـل أمـآم بوابة الموت ! ..
وقال تعالى ايضا { أَيْنَما تَكُونُوا يَدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } .. لهذآ فلا مفر من هذه المصـيبة !
قال كعب رحمه اللهفي شعب الإيمان: "من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وهمومها".  .. لهذا من يفكر في آخرته وأن الأجل غير
محدود قـلت همومه وأحزآنه ..

إن الحيـآة الدنيـآ فـآنية مهمـآ دآمت ومهمـآ طآلت ومهمـآ إمتدت فنهـآيتهـآ الزوآل ، فالحيـآة قد تكون سوى أيـآم بل سوى ساعات
قليـلة .. لهذا وجـب على الانسـآن ان يستفيـد من عمره وأن يتزود بالعمـل الصـآلح ، ويتقرب الى الله عز وجل .. حتى اذا انتهى أجله
إستـفـآد وفـآز بمـآ عمله من عمـل صالح .
لهذا نسـأل الله الثبـآت  .. وأن تكون آخر جملة على ألسنة الجميـع { لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم}

Comment here

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More